ملوك الأردن الهاشميون
قاد الهاشميون الأردن منذ التأسيس عام 1921 بعد الثورة العربية الكبرى، حسب التسلسل التالي:
تسلم جلالة الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، في السابع من شهر شباط/فبراير عام 1999، وتولى في هذا التاريخ مسؤولياته تجاه شعبه، الذي اعتبره عائلته، موائما بين حماسه وحيوية الشباب المتكئ على العلم والثقافة، وبين الحكمة المبنية على أسس موضوعية، نسيجها ضارب في جذور العروبة والإسلام.
تسعى رؤية جلالة الملك عبدﷲ الثاني، التي تندرج ضمن عدة محاور رئيسية، إلى تحقيق التنمية بمفهومها الشمولي والمستدام سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن بيان صورة الإسلام الحقيقة والسعي لتحقيق السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط.
اقترن جلالة الملك عبدﷲ الثاني ابن الحسين بجلالة الملكة رانيا العبدﷲ في 10 حزيران 1993 ورزق جلالتاهما بابنين، هما سمو الأمير الحسين، ولي العهد، الذي ولد في 28 حزيران 1994، وسمو الأمير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني 2005، وابنتين هما سمو الأميرة إيمان التي ولدت في 27 أيلول عام 1996، وسمو الأميرة سلمى التي ولدت في 26 أيلول 2000.

تولى جلالة الملك الحسين، طيب ﷲ ثراه سلطاته الدستورية في 2 أيار 1953، بعد أن بلغ سن الثامنة عشرة، وفقا للتقويم الهجري.
خلال فترة حكمه استطاع أن يحقق أعلى مستويات النهوض المدنية والسياسية وأن يكون الباني لأردن الاعتدال والوسطية وان يحقق أفضل نوعية حياة لشعبه، وان يستمر الأردن بأداء دوره العربي والإقليمي بتكامل وتأثير وبرؤية المستقبل.
على مدى سبعة وأربعين عاما من قيادة جلالته شهد الأردن تقدما ملموسا في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وكان جلالته يركز على الارتفاع بالمستوى المعيشي للمواطن الأردني وقد رفع جلالته شعار (الإنسان أغلى ما نملك) ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية والتأكيد على ضرورة توزيع مكتسبات التنمية لتشمل كل المناطق وجميع فئات الشعب الأردني.
ويمثل رحيل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب ﷲ ثراه في 7 شباط 1999 نهاية حقبة مهمة في تاريخ الأردن.

بعد استشهاد جلالة الملك المؤسس عبدﷲ، تولى جلالة الملك طلال، ابنه البكر، الحكم لفترة وجيزة. وبسبب وضعه الصحي، أُعلن ابنه البكر الحسين ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في 11 آب 1952.
وعلى الرغم من أن فترة حكم الملك طلال كانت قصيرة، إلا أنه أنشأ الدستور الذي جعل الحكومة أكثر مسؤولية أمام البرلمان ومهدت الطريق للتنمية السياسية في المستقبل.

خلال حكمه الذي استمر 30 عاما، شيد جلالة الملك عبدﷲ الأول أولى مظاهر الدولة المستقرة، ووضع الأسس المؤسسية للأردن الحديث، وأقام الشرعية الديمقراطية من خلال إصدار أول قانون أساسي في الأردن في عام 1928 (الذي يقوم على أساسه الدستور المعمول به حاليا)، وأجرى انتخابات لأول برلمان عام 1929. وفي حين كان الملك المؤسس يقود جهود التنمية في الأردن نحو بناء دولة حديثة، فاوض على سلسلة من المعاهدات مع بريطانيا، كسب المزيد من الاستقلال للأردن، حتى حقق جلالته الاستقلال التام عن بريطانيا في 25 أيار 1946.
وبعد نجاحه في الدفاع عن القدس الشرقية العربية و"الضفة الغربية" خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، أصبح الملك عبدﷲ يرتاد بانتظام المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة. وفي 20 تموز 1951، واستشهد بينما كان يؤدي صلاة الجمعة هناك مع حفيده الحسين.

خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916، قاد الحسين بن علي، شريف مكة وملك العرب، الخطوة الأولى لنيل الاستقلال من الدولة العثمانية.
وبعد تحرير الأردن ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا والحجاز، تولى ابنه عبدﷲ عرش إمارة شرق الأردن، وتولى ابنه الثاني فيصل عرش سوريا، ثم العراق في وقت لاحق. وتأسست إمارة شرق الأردن في 11 نيسان عام 1921، ثم غدت المملكة الأردنية الهاشمية بعد نيلها الاستقلال عن بريطانيا عام 1946.

السليل الثاني والأربعون للنبي (صلى ﷲ عليه وسلم)
سمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني، ولي العهد هو أكبر أنجال جلالة الملك عبدﷲ الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ، وهو السليل الثاني والأربعون للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
تنتسب الأسرةُ الهاشمية إلى هاشم، جدّ النبي محمد صلّى ﷲ عليه وسلم، من قبيلة قريش في مكة المكرمة. وآل هاشم هم أحفاد النبي محمّد من ابنته فاطمة الزهراء، رضي ﷲ عنها، وزوجِها الإمام عليّ بن أبي طالب، كرّم ﷲ وجهه، رابع الخلفاء الراشدين.
لقد احتفظ بنو هاشم بريادة السلالة القرشية، وظلّوا يمثِّلون طليعة المجتمع في الحجاز، بوصفهم أهل الإدارة السياسية والاقتصادية، وحظوا بتقدير زوار البيت الحرام واحترامهم لكرم أخلاقهم. وفي التاريخ الحديث، قاد الهاشميون ثورة العرب نحو بناء الدولة الموحَّدة، حيث شكّل إطلاق رصاصة الثورة العربية الكبرى عام 1916 بقيادة الشريف الحسين بن علي، الجد الأكبر لجلالة الملك عبدﷲ الثاني، الخطوة الأولى لنيل الاستقلال من الدولة العثمانية، قبل أن يؤسس نجل الشريف الحسين، جلالة الملك عبدﷲ، طيب ﷲ ثراه، الأمير آنذاك، إمارة شرق الأردن.
يرجع نسَبُ قبيلة بني هاشم إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، وهاشم هو سيدُ قريش "عمرو بن عبد مناف"، وسُمّي هاشماً لأنه هشم الخبز واتّخذ منه الثريد، الذي كان يقدمه لأهل مكة بعد أن يصبّ عليه المرق واللحم في عامٍ أصابهم القحط فيه، وازدهرت التجارة القرشية بفضله لأنه هو الذي مهّد الطريق لرحلتَي الشتاء والصيف، واحدة إلى بلاد اليمن والأخرى إلى بلاد الشام.
ويُعدّ قُصَي بن كِلاب باني مجد بني هاشم في قُريش، فكان للهاشميين شرفُ إدارة الحج، وتولّوا أعمال الرفادة والسقاية ورفع اللواء. واحتفظ بنو هاشم بمكانتهم بين القُرشيين بعد ظهور الإسلام، وظلوا يمثلون طليعة المجتمع في الحجاز، محافظين على رعاية بيت ﷲ الحرام.
ورغم تبدّل القوى السياسية طوال العصور الإسلامية، إلّا أن مكانة بني هاشم ومنزلتهم الدينية والتاريخية ظلّت حاضرة.