مندوبا عن الملك ولي العهد يشارك في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بالسعودية

بسم ﷲ الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين.

أصحاب السمو والفخامة.

السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته. وبعد،

فبداية نشكر المملكة العربية السعودية ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخي العزيز سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تنظيمِ هذه القمة التي تركز على التغير المناخي وهو أهم تحديات هذا العصرِ. وللأسف أن هذا التحدي لا يلقى الاهتمام المطلوب علماً بأن الكتب السماوية حثت على الحفاظ على البيئة وربطته بالإيمان. فالإسلام مثلاً دعانا لعدم قطعِ الأشجارِ أو الإسراف في الماء أو حتى الصيد في غير أوقاته. فهذه ثقافةُ الإنسان الواعي المدرك لواقعه، وهذه حضارته.

لذلك نأمل أن تتخطى مخرجات هذه القمة حدود الإقليم، لأن آثار التغيرِ المناخي لا تعترف بالحدود.. وعلينا جميعاً الوقوف أمام هذا التحدي.

نواجه في الأردن تحديات مناخية مختلفة أبرزها ندرة المياه... فقد تأثرت مواردنا بشكل كبير جراء استقبالنا لموجات متتالية من اللجوء على مدار العقد الماضي.

ومع ذلك، فإننا لم نغفل عن أهمية الحفاظ على البيئة فقد استهدفت خطتنا الوطنية للنمو الأخضر 21-25 قطاعات عديدة منها الزراعة  والطاقة والمياه وإدارة النفايات.

وإن مساهماتنا الوطنية المحددة لعام 2030 لتقليل الانبعاثات تمثل التزامنا في هذا الاتجاه، لنكون شريكاً إقليميا ودوليا في جهود مواجهة التغيرِ المناخي والتخفيف من تبِعاته.

ونرى في منطقتنا ما يدعو للأمل في هذا السياق مثل المشاريعِ الخضراء التي انطلقت في المملكة العربية السعودية، لتوفير فرص كبيرة للقطاعِ الخاص ومئات الآلاف من فرصِ العمل مع الحفاظ على البيئة.

أصحاب السمو والفخامة،

ما نأمله اليوم هو الاتفاق على تبني سياسات على مستوى الحكومات لمواجهة أَثرِ التغيرِ المناخي من خلال اعتماد أساليب الزِراعة الحديثة التي توفر الموارد المائية، واستدامة التحول نحو الطاقة المتجددة والتشجيعِ على اعتماد المركبات الكهربائية، وتحويل النفايات إلى مصدر للطاقة.

فلنضعِ السياسات المناسبة ولنوفر التموِيل المستدامَ لننهض في مواجهة التغير المناخي.

وأيضاً يجب ألا ننسى ضرورة تغيير النظرة السائدة تجاه هذا التحدي ولنعمل على تطوير النظام التعليمي الذي سيساهم في تطوير الحلول لمحاربة هذه الظاهرة العالمية.

فهذا هو واجبنا الحقيقي تجاه هذا الجيل والأجيال المقبلة.

والسلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته